الرئيس السيسي وبوتين.. عقد من الشراكة الاستراتيجية ورسائل ثقة متبادلة بين القاهرة وموسكو

شهدت العلاقات المصرية الروسية خلال العقد الأخير طفرة غير مسبوقة، لعبت فيها الصداقة الشخصية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين دورًا محوريًا في ترسيخ شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.

فمنذ عام 2014، تكثفت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وموسكو على المستويات الرئاسية والوزارية والتجارية، ما عكس حرص الجانبين على تعزيز التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة مع التحديات المشتركة التي تواجههما، سواء في مجال الأمن القومي أو مكافحة الإرهاب، إلى جانب التطلع لتحقيق تكامل اقتصادي يخدم مصالح الشعبين.

كانت أولى المحطات البارزة في فبراير 2014، حين زار السيسي — وكان حينها وزيرًا للدفاع — موسكو، حيث استقبله بوتين بحفاوة بالغة وأهداه جاكيتًا يحمل النجمة الحمراء. وبعد توليه رئاسة الجمهورية، حرص السيسي على تعزيز التعاون مع روسيا، فقام في أغسطس 2014 بأولى زياراته الرسمية، وبحث مع بوتين سبل تطوير العلاقات والتنسيق في مكافحة الإرهاب.

وفي فبراير 2015، زار بوتين القاهرة وتم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات، وأقيم على شرفه حفل خاص ببرج القاهرة، إضافة إلى مشاركته عرضًا ثقافيًا بدار الأوبرا يؤرخ للعلاقات بين البلدين.

كما شارك الرئيس السيسي في مايو 2015 باحتفالات روسيا بالذكرى السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية، ثم عاد لزيارة موسكو في أغسطس من العام نفسه، حيث ناقش مع بوتين مختلف ملفات التعاون الاقتصادي والسياسي.

وتواصلت اللقاءات في الأعوام اللاحقة، من بينها زيارة السيسي الرسمية إلى روسيا في أكتوبر 2018، واجتماعاتهما على هامش قمم العشرين وبريكس، بالإضافة إلى زيارة بوتين للقاهرة في ديسمبر 2017.

وفي أكتوبر 2019، ترأس الرئيسان أول قمة روسية – إفريقية بمدينة سوتشي، والتي شهدت بحث ملفات محورية أبرزها مشروع محطة الضبعة النووية وتطوير منظومة النقل.

وشهد أكتوبر 2024 لقاءً مهمًا على هامش قمة البريكس في قازان، وهي أول قمة تشارك فيها مصر كعضو كامل، حيث أعرب السيسي عن تقديره لدعم موسكو لانضمام القاهرة.

أما في مايو 2025، فقد شارك الرئيس السيسي في احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين للنصر، وعقد لقاءً ثنائيًا مع بوتين أكد خلاله الزخم المتنامي في العلاقات الثنائية، وخاصة فيما يتعلق بالمنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس ومشروع محطة الضبعة النووية.